بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين
أمابعد,
فإن مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى مذهب شكل في وسطيته وسعة أفقه
حلقة وصل بين جميع مذاهب الإسلام
فهو يعمل مذهب المخالف بالقاعدة المسماة فيه(مراعاة مذهب المخالف
أو (حكم الحاكم يقطع الخلاف) ومن فروع هذه القاعدة ( صحة حج من أوصى بمن يحج عنه) مع أن الأصل فيه المنع عند مالك رحمه الله بل المنع في جميع نظائره من (البدنيات)
ومن فروعه( التسامح في قراءة البسملة في الفرض) مراعاة لمذهب المخالف) كما نبه على ذلك العدوي في شرحه على الرسالة
ومن فروعه ( الجمع بين بطلان النكاح الفاسد ) ووقوعه عن شبهة
بأن ورث مالك بينهما مع إيجابه تفريقهما
وفي النكاح( تسامح الإمام في الزواج بنية طلاق مضمر في النفس
أي بمعنى التردد وعدم الجزم بالإستقرار والدوام)
وشدد فيه من جهة أخرى فسئل عن
( الرجل يقول لأهله أنت طالق لآخر الشهر هل له أن يستمتع بها إلى حين الأجل فقال مالك رحمه الله : (هي طالق هذا نكاح متعة ماهذا بنكاح المسلمين)
وعلى العموم, مذهب مالك رحمه الله هو مذهب هذا العصر وهو مفترق الطرق في فهم فقه الكتاب والسنة والآثار مع إعمال المدارك ومراعاة المحيط والساحة ومتطلبات العصر كما في ( المصالح المرسلة
) فلنغص في دراسته دراسة جردية تمحيصية لا تقتصر على مدرسة واحدة من مدارسه فقط بل على نحو قول الأغلالي( ورجحوا ما شهر المغاربة
والشمس بالمشرق ليست غاربه) إلا أن ترجيح القول الأقرب
إلى الدليل من أقوال مالك المتعددة والمتنوعة التي سارت بها الركبان وسمعت من ثقات أصحابه وكبارهم مشارقة ومغاربة
أرى أنه أقرب وأسد وأدل على مراد الإمام نفسه في منعه من إلزام الناس بموطئه وتقيده بالكتاب والسنة
والله ولي التوفيق