جاء في متن الأجرومية في باب الإعراب؛
أن< الإعراب هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف
العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا >.
يقول سيدي أحمد بن عجيبة رضي الله تعالى عنه
في شرحه لمعاني هذه المباني بطريقة أهل الله :
فكما تتغير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة
عليها؛ كذلك تتغير أحوال القلوب لاختلاف الواردات
الداخلة عليها، فتارة يرد عليها وارد القبض وتارة
وارد البسط... وإذا قلنا الإعراب هو البيان فنقول
في الإشارة الإعراب عما في البواطن هو تغيير
أحوال الظواهر لاختلاف الواردات الداخلة عليها.
<و أقسامه ـ أي الإعراب ـ أربعة رفع و نصب
وخفض و جزم > يقول رضي الله تعالى عنه في
شرحه : وأحوال التغيير الذي يعتري الإنسان
و ينزل به أربعة:
{رفع} أي رفع القدر و العز و الجاه عند الله تعالى،
و عامله العلم بالله تعالى؛ والعمل بطاعته ؛ وصحبة
أهل العز و الغناء و هم الأولياء رضي الله تعالى عنهم.
و ضده {الخفض} وهو الذل و الهوان ، وعامله
الجهل و ارتكاب المعاصي و اتباع الهوى...
و {النصب} نص النفس لمجاري الأقدار
و هو مقام الرضى و التسليم وهو حال الطمأنينة
من العارفين الواصلين.
و{الجزم} هو التصميم و العزم على السير والمجاهدة
و المكابدة إلى الوصول إلى تمام المشاهدة.
و ختاما يلخص لنا سيدي أحمد بن عجيبة رضي الله
تعالى عنه أقسام الإعراب أو قل أحوال الإنسان فيقول:
فأهل الرفع و النصب عارفون واصلون؛ وأهل الخفض
تالفون تائهون ؛ و أهل الجزم سائرون.
وقد يتلون العبد بين الرفع والخفض فتارة يغلب نفسه
فيرتفع وتارة تغلب عليه نفسه فينخفض؛ وهؤلاء أهل التلوين
قبل التمكين، وقد يكون التلوين بعد التمكين وهو تلوين العارف
مع المقامات؛ فيتلون في كل مقام بلون.
إشارة :
فقد يطلب العبد الرفع فينخفض وهو من سبق له الحرمان
و العياذ بالله وقد يطل الخفض فيرتفع و هو من سبقت له
العناية فلا تضره الجناية ... والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن كتاب : منية الفقير المتجرد
و سيرة المريد المتفرد
لسيدي عبد القادر بن أحمد الكوهني.