الإدارة العلمية Admin
عدد المساهمات : 146 نقاط : 361 تاريخ التسجيل : 06/11/2009
| موضوع: حديث" اختلاف أمتي رحمة "مبنى ومعنى للشيخ الأسمري الثلاثاء مارس 23 2010, 11:48 | |
| ب سم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد توارد السؤال عن حديث: "اختلاف أمتي رحمه" فأقول، وبالله أستعين: حديث "اختلاف أمتي رحمة" وبلفظ "اختلاف أصحابي رحمة" من الأحاديث المشتهرة، قال العلامة اللكنوي –رحمه الله تعالى- في "غيث الديمة"(ص/5) : "هما حديثان صحيحان معنى؛ وإن تكلم في ثبوتهما مبنى" ا.هـ فهذان شيئان: - أولهما : المبنى: وفيه يقول الحافظ السخاوي - رحمه الله تعالى- كما في "الأجوبة المرضية"(1/104- 105) : "قرأت بخط شيخنا - يعني: الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى- (حديث اختلاف أمتي رحمة حديث مشهور على الألسنة وذكره أيضا البيهقي في رسالته إلى الشيخ العميد نسيب الأشعرية، وقال فيها: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"اختلاف أمتي رحمة") وروى البيهقي في "المدخل" من طريق القاسم بن محمد قال: " اختلاف أمة محمد رحمة لعباد الله" ا.هـ وروى الطبراني والديلمي كلاهما من طري جويبر عن الضحاك عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اختلاف أصحابي لكم رحمة " وجويبر ضعيف والضحاك لم يلق ابن عباس. انتهى كلام شيخنا وزيادة)" ا.هـ وبنحوه في "المقاصد الحسنة" (ص/26-27) تنبيه: قول الإمام السبكي الكبير - رحمه الله تعالى – في "قضاء الأرب في أسئلة حلب"(ص/263):"هذا الحديث ليس معروفا عند المحدثين...ولا أظن له أصلا" ا.هـ فأجاب عنه ابنه التاج السبكي رحمه الله تعالى بقوله كما في "الإبهاج"(3/18): "ولو لم يكن له أصل لما ذكره البيهقي" ا.هـ وقال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في "جامع الأحاديث"(1/157):"ولعل الحديث خُرِّج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا " ا.هـ - والثاني:المعنى: فمحمول على أحكام الفروع المخْتلِفة ونحوها؛ (فهذا جعله الله رحمة وكرامة للعلماء ، وهو المراد بحديث : "اختلاف أمتي رحمة") قاله الخطابي رحمه الله تعالى في أعلام الحديث (1/218). وقال العلامة الألوسي رحمه الله تعالى في "التفسير"(4/25) : "وكون حديث: " اختلاف أمتي رحمة " ليس معروفا عند المحدثين أصلا لا يخلو عن شيء! فقد عزاه الزركشي في "الأحاديث المشتهرة" إلى كتاب "الحجة" لنصر المقدسي، ولم يَذكر سنده ولا صحته، ولكن ورد ما يُقَرِّبه في الجمْلة ما نقل عن السلف؛ فالحق الذي لا محيد عنه: أن المراد اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم – ومن شاركهم في الاجتهاد كالمجتهدين المقتدى بهم من علماء الدين ليسوا بمبتدعين، وكون ذلك رحمة لضعفاء الأمة ومن ليس في درجتهم مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان، ولا يتنازع فيه اثنان. فليفهم "ا.هـ تنبيه: عد الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى اختلاف المذاهب الفقهية في هذه الملة خصيصة فاضلة لهذه الأمة، حيث قال في "جزيل المواهب" (ص/ ): "وقد وقع اختلاف في الفروع بين الصحابة - رضي الله عنهم - خير الأمة، فما خاصم أحدٌ منهم أحداً، ولا عادى أحدٌ أحداً ، ولا نسب أحدٌ أحداً إلى خطأ أو قصور، وورد أن "اختلاف هذه الأمة رحمة" من الله لها، وكان الأمم السابقة عذابا وهلاكا. هذا أو معناه ولا يحضرني الآن لفظ الحديث. فعرف بذلك أن اختلاف المذاهب في هذه الملة، خصيصة فاضلة لهذه الأمة، وتوسيع في هذه الشريعة السمحة السهلة " ا.هـ وبنحوه في "فيض القدير"(1/209) للمناوي رحمه الله تعالى. والخلاصة : أن الحديث "اختلاف أمتي رحمة" متكلم فيه، وقد رواه الطبراني وغيره، لكن بلفظ :" اختلاف أصحابي لكم رحمة " وحسَّن معناه الحافظ السيوطي والمناوي في آخرين. فائدة: حديث اختلاف أمتي رحمة من أحاديث الأحياء (1/39) و تفسير البيضاوي (3/54) ومقدمة جامع الأصول (1/181) لابن الأثير والجامع الصغير (1/70- شرح العزيزي) فائدة: في بيان ألفاظ الحديثاختلاف) افتعال من الخلف وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع في أمر من الأمور(أمتي) أي مجتهدي أمتي في الفروع التي يسوغ الاجتهاد فيها(رحمة) للناس.أي اختلافهم توسعة على الناس بجعل المذاهب كشرائع متعددة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بكلها تضيق بهم الأمور من إضافة الحق الذي فرضه الله تعالى على المجتهدين دون غيرهم ولم يكلفوا ما لا طاقة لهم به توسعة في شريعتهم السمحة السهلة فاختلاف المذاهب نعمة كبيرة وفضيلة جسيمة خصت بها هذه الأمة.انتهى ملخصا من "فيض القدير"(1/209)
| |
|