ترجمة إمام المالكية شيخ الشيوخ الشيخ كنون شيخ الجماعة بفاس نفعنا الله به :
--------------------------------------------------------------------------------
ترجمة إمام المالكية شيخ الشيوخ الإمام محمد بن المدني كنون شيخ الجماعة بفاس إمام العلماء والأولياء والصالحين نفعنا الله به مؤلف كتاب اختصار حاشية الرهوني في أربعة مجلدات ضخام وقد طبع مع الأصل في ثمانية مجلدات ضخام ، ومؤلف حاشية على الموطإ في مجلدين مطبوعين ومؤلف كتاب التسلية والسلوان ، لمن ابتلي بالإذاية والبهتان في مجلد مطبوع وكتاب نصيحة النذير العريان لأهل الإسلام والإيمان في التحذير من مخالطة أهل النميمة والغيبة والبهتان في جزء مطبوع وكتاب نصيحة ذوي الهمم الأكياس فيما يتعلق بخلطة الناس في جزء مطبوع وكتاب إيقاظ المفتون المغرور مما تذم عواقبه يوم النشور في جزء مطبوع وكتاب اختصار رسالة العجيمي في الطرق الصوفية الموجودة في عصره وحاشية على شرح التاودي لجامع الشيخ خليل في مجلد وهي حاشية تطفح بالعلم وكتاب شرح همزية الإمام البوصيري وحاشية على شرح الشيخ بنيس لفرائض المختصر وهي مطبوعة وكتاب في النشوز ومايتعلق به وهو مطبوع وكتاب في الشهادة والفتوى والقضاء وشروطها والأحكام المتعلقة بها وكتاب الدرة المبشرة بشرح حديث لاعدوى ولاطيرة وهو مطبوع ونوازله الفقهية وهي مطبوعة واسمها وضوح الدلائل في أجود مهمات المسائل وكتاب الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة في جزء مطبوع وتكميل بترات حاشية ابن زكري على صحيح البخاري وقد طبعت في خمسة مجلدات وكتاب الزجر والإقماع بزواجر الشرع المطاع عن حضور ءالات اللهو والسماع في جزء مطبوع وهو أيضا صاحب الرسائل الشهيرة البديعة كرسالته في التحذير من الإزدراء بالعلماء وتنقيصهم والأمر بتعظيمهم واحترامهم ورسالته في التحذير من الإقامة بأرض العدو الكافر ورسالته في التحذير من تولية الجهال ووجوب عزلهم وإبعادهم عن تدبير أمور المسلمين
قال الإمام العالم العلامة سيدي محمد بن قاسم القادري في الفهرسة في ترجمته مانصه
كان رضي الله عنه كبير الصيت والقدر ، عظيم الجناب والخطر ، ذامهابة ورفعة ، وجلالة ومنعة ، قوالا بالحق لايخشى صولة ظالم ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، جميل المشاركة ، ثابت الملكة ، فتاقا لأبكار العلوم ، دراكا لغوامض الفهوم ، مرجوعا إليه في حل المشكلات ، مقصورا عليه في دفع الشبهات ، له معرفة بالفقه والحديث والتصوف والنحو والأصلين وغير ذلك وقد ضاعت لموته علوم ، لتحريره لها تحرير أهل الإجتهاد على الخصوص والعموم ، وفيه يحق أن يقال ، ويحسن المقال :
حلف الزمان ليأتين بمثله**حنثت يمينك يازمان فكفر
وقال الإمام العالم العلامة العارف بالله تعالى سيدي محمد بن مصطفى المشرفي في كتاب الدر المكنون في التعريف بالشيخ كنون مانصه
كان قدس سره في علم المعقول علما واضحا ، وفي علم المنقول بدرا لائحا ، متى قصدته في فن منهما وجدته بحرا زاخرا ، ومتى سألته عن عويصة لفظت لك أمواجه درا فاخرا ، ومتى درس فنا خلته لم يعرف سواه ، وقطعت بأن جميع عمره أنفقه فيه وأفناه ، ومن الشائع المعلوم أنه فريد دهره ووحيد عصره في سائر العلوم ،
وقال العلامة الكبير سيدي محمد بن الحسن الحجوي
هذاالشيخ من أكبر المتضلعين في العلوم الشرعية الورعين ، المعلنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وخاتمهم في المغرب ، شيخ شيوخنا وشيخ جل شيوخ المغرب ، رأس علمائه في القرن الثالث عشر بلا منازع ، كان فقيها محدثا نحويا لغويا معقوليا مشاركا محققا نزيها قوالا للحق ، مطبوعا على ذلك ، غير هياب ولاوجل ، مقداما مهيبا ، عالي الهمة دؤوبا على نشر العلم والإرشاد والنهي عن المناكر والبدع التي تكاثرت في أيامه ، لايخشى في الحق لومة لائم ، يحضر مجلسه الولاة والأمراء أبناء الملوك وغيرهم يصرح بإنكارأحوالهم وماهم عليه مبين لهفواتهم غيرمتشدق ولا متصنع بل تعتريه حال ربانية ، ولكلامه تأثير على سلطان النفوس ، رزق في ذلك القبول والهيبة
وقال الشيخ سيدي عبد السلام بن عبد القادر بن سودة في إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع مانصه
وفي ليلة الجمعة أول يوم من ذي الحجة توفي محمد بن المدني بن علي كنون خاتمة المحققين وإمام المدققين الحافظ المشارك المدرس النفاعة الكثير التلامذة -إلى أن يقول - شيخ الجماعة بفاس في وقته ، الشيخ الشهير والحجة الكبير ، له حاشية على الموطإ واختصار حاشية الرهوني على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني على المختصر للشيخ خليل والدرر المكنونة في النسبة المصونة إلى غير ذلك من التآليف النافعة ، ألف في ترجمته تلميذه محمد بن مصطفى المشرفي الحسني الآتي الوفاة عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه الدرر المكنون في التعريف بالشيخ كنون
وقال العالم العلامة الشهيرسيدي الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري نفعنا الله به في كتابه الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى في حوادث سنة اثنتين وثلاثمائة وألف مانصه
وبعد غروب الشمس من ليلة الجمعة فاتح ذي الحجة من السنة المذكورة - يعني سنة 1302 هجرية - توفي الفقيه العلامة البارع أبوعبد الله محمد بن المدني كنون عالم فاس والمغرب وصلي عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الأندلس من فاس حرسها الله ودفن بالموضع المعروف بالقباب ، وكان رحمه الله فقيها عالما متضلعا قوالا بالحق صادعا به لايهاب في ذلك كبيرا ولاصغيرا ولقد امتحن في ذلك من قبل السلطان فلم يفل ذلك من غربه ولم يوه من صرامته ولاحده ، وله عدة تآليف من أحسنها اختصار حاشية الرهوني على مختصر الشيخ خليل جدد الله عليه الرحمات ءامين
وقال العلامة الشيخ سيدي أبوعبد الله محمد بن مخلوف المالكي في شجرة النور الزكية في طبقات المالكية في ترجمته مانصه
أبوعبد الله محمد بن المدني كنون ، العلامة الجامع لكثير من الفنون ، القدوة الفهامة الكبير الصيت والباع ، المخصوص بالحظوة التامة ومزيد الإرتفاع ، كان معروفا بالعدالة ، ذامهابة وجلالة ، دؤوبا على الإرشاد ونصح العباد ، من أعيان الصوفية الزهاد ، انتهت إليه الرئاسة في الفقه ، أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الحجرتي المختصر بسنده لمؤلفه وعن الشيخ محمد الصالح الرضوي والوليد العرافي وأبي بكر بن كيران والبدر الحموي وعبد السلام بوغالب والطالب بن سودة وجماعة وبه انتفع الكثير من الشيوخ منهم محمد بن قاسم القادري والمهدي الوزاني له تآليف منها اختصار حاشية الرهوني على المختصر وحاشية على شرح بنيس على فرائض المختصر والدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة - إلى أن يقول - والزجر والإقماع في تحريم ءالات اللهو والسماع نصيحة الأكياس فيما يتعلق بخلطة الناس وتأليف في الغيبة والنميمة والبهتان وحاشية على الموطإ وغير ذلك توفي سنة اثنتين وثلاثمائة وألف وكان الإحتفال بجنازته بالغا الغاية
مازالت ترجمته رضي الله عنه متواصلة وهي حافلة حافلة حافلة