ترجمة إمام المالكية شيخ الشيوخ الإمام جسوس مؤلف شرح المختصر في 9 أسفار والرسالة في 4 :
--------------------------------------------------------------------------------
ترجمة إمام المالكية شيخ الجماعة بفاس الإمام أبي عبد الله سيدي محمد بن قاسم جسوس نفعنا الله به شيخ الشيوخ إمام العلماء والأولياء والصالحين مؤلف شرح المختصر في تسعة أسفار ضخام وشرح الرسالة في أربعة أسفار وشرحين على حكم ابن عطاء الله وشرح فقهية الشيخ عبد القادر الفاسي وشرح شمائل الترمذي وغير ذلك :
قال العالم العلامة العارف بالله تعالى سيدي أبو الربيع سليمان الحوت المالكي 1160 -1231 هـ في الروضة المقصودة في مآثر بني سودة في ترجمته مانصه
الشخ العلامة النفاع ، المنتهي بتقريرالملكة في جميع الأجناس والأنواع ، الحجة البالغة في الحفظ والإتقان ، والآية المحكمة في الحكم والعرفان ، والكثير الخشية من الكريم المؤمن القدوس ، أبوعبد الله محمد بن قاسم جسوس ، كان رحمه الله بحرا لايجارى في مجال العلوم ، وسندا يعمر أديم المشكلات بماضي المفهوم ، حافظا ضابطا متفننا ماهرا عارفا بالأصول والفروع ، حاصرا للأفراد والجموع ، مشاركا في معقول العلم ومنقوله ، بنظر يرد إلى تحصيل معلومه بمجهوله ، في منطق وبيان وعربية وأصلين وتصوف وفقه وحديث وتفسير مع استغراق الأزمان في الإعتناء بالمطالعة والمدارسة ، والحفظ والحرص على الإستفادة والإفادة ، بكل وجه حسب الإمكان ، قرأ على جماعة من الأيمة المصدرين في محافل الدراسة والرواية والجري على سنن السلف الذين كانوا بالتقوى متخلقين ، كالشيخ أبي عبد الله محمد الفاسي ، والقاضي العدل أبي عبد الله العربي بردلة ، والعلامة الشهير أبي محمد عبد السلام جسوس ، والمحقق أبي عبد الله محمد ميارة الصغير ، والإمام القدوة أبي عبد الله المسناوي الدلائي ، والمحقق أبي عبد الله محمد بن زكري ، والشيخ المحصل أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني ، والمحدث أبي الحسن علي الحريشي ، والعالمين الأصيلين أبي عبد الله محمد المشاط ، وابن عمه أبي العلاء إدريس المشاط المنافيين ، وعمدته في جميع الفنون المسناوي ، وجسوس ، وابن زكري رحمهم الله ولما مات أشياخه انتهت إليه المشيخة في الجماعة ، وأكب الناس عليه لانفراده بالإجتهاد وجودة القريحة وحسن الطوية ، والأخذ بآثار السلف الصالح ، من التخلق بالدين والعرفان والقناعة والصمت والزهد والورع والنسك والذكر والتلاوة ، والبعد عن الأسباب المخلة بالمروءة بل تفرغ للإفادة عنه والإنتفاع به نهارا وللعبادة بالتهجد نافلة ليلا ، فبورك له في العمر بامتداده ممتعا ببعض القوة التي يقدر بها على الكثير من أنواع الطاعات حتى كثر الآخذون عنه في جميع الأقطار ، كثرة لا يأتي عليها الإنحصار ، وانفرد بشيخ الجماعة والجماعة من أشياخنا هم ماهم في كمال التحصيل والتحقيق قد كثر بهم الإنتفاع ، وغصت مجالسهم بالتلامذة والأتباع ، قال الشيخ - يعني الإمام التاودي - رضي الله عنه في ترجمته من الفهرسة : لازمته مدة ، وقرأت عليه كتبا عدة ، منها رسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني ، ومختصر الشيخ خليل بلفظي ثلاث ختمات مع تحقيق وتدقيق وأبحاث ومطالعة شروح وحواشي ومقيدات ، وقرأت عليه الحكم لابن عطاء الله ، وشمائل الترمذي وجميع صحيح مسلم من أوله إلى ءاخره دون ترك شيء منه انتهى المراد منه وكان رحمه الله لايقوم أحد على مختصر خليل قيامه ، ناشرا في ميدان تحقيقه دون الأقران أعلامه ، ثم لايقتصر عليه بل لايرجع في كل فن إلا إليه ، وكان رزق البركة في عمله ، والوصول إلى كل ما يرجوه من أمل ، مع الخشية والخضوع ، والرقة والخشوع ، والتواضع والوقار ، والبكاء والإعتبار ، ومحبة أهل البيت ، ومن كان له انتساب للخير من حي وميت ، ألف رحمه الله مصنفات معتبرة في أوضاع مختلفة فمنها : شرح المختصر في تسعة أسفار ضخام ، ومنها شرح الرسالة في أربعة أسفار ، ومنها شرح الشمائل الترمذية ، ومنها شرح الحكم العطائية ، ومنها شرح فقهية أبي محمد الفاسي ، ومنها شرح عقائد المرشد المعين وتصوفه ، ومنها غير ذلك وهي كلها نافعة جامعة ، في حدودها مانعة ، الكثير منها اليوم متداول بين الطلبه ، ولربما لايجد الناظر إلا فيها إربه ، ثم قال وقد أدركت صاحب الترجمة حيا بحضرة فاس أول مادخلتها بقصد القراءة عشية يوم السبت من جمادى الثانية سنة ثمانين ومائة وألف ولكن لم يتفق لي الأخذ عنه والإنتفاع به لموته قبل أخذي في المقاصد بمزاحمة الوقت في الإشتغال بالوسائل مع تركه التدريس إذ ذاك لغير صحيح البخاري بضريح ولي الله أبي العباس أحمد بن يحي اللمطي دفين أعلى النواعريين من عدوة فاس القرويين ، وكانت وفاته رحمه الله في ضحوة يوم الأربعاء الرابع أو الخامس من رجب سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ، ودفن من يومه بعد صلاة العصر بزاوية الشيخ أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي رضي الله عنه من حومة القلقليين عدوة فاس القرويين ، قال شيخنا العلامة الثقة أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني في ترجمته من تاريخه الكبير: ودخلت عليه في مرضه الذي توفي منه فسمعته ينشد هذه الأبيات ولا يفقه منه الكلام إلا بمشقة وهي
سلام على أهل الحمى حيث ماحلوا**هنيئا لهم ياحبذا ما به حلوا
لهم أظهر المولى تعالى بهاءه**فياليت خدي في التراب لهم نعل
متى ياعريب الحي يأتي بشيركم**فتبتهج الدنيا ويجتمع الشمل
صلوني على بي فإني لوصلكم**وإن لم أكن أهلا فأنتم له أهل
وإنما عقلت منه الشطر الأول من البيت
وقال العلامة سيدي أبوعبد الله محمد بن الطيب في نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني في ترجمته مانصه :
مازالت ترجمته رضي الله عنه متواصلة وهي حافلة حافلة حافلة