« اليقين بالله تعالى وهو سكون القلب إلى الشيء والطمأنينة به حتى لا يبقى في القلب حركة إلى سواه بالكلية خروجك أيها المريد أي إعراضك إعراضاً وجدانياً كما ذكرنا عنك أي عن نفسك زيادة على خروجك عن جميع الأغيار بحيث ينمحي تعين وجودك من عين بصيرتك وتجد الحق ظاهراً للحق لا لك لأنك معدوم وهو موجود وهذا اليقين له ثلاث مراتب مرتبة علم اليقين وهي فهمك لما ذكر في تعريف اليقين وإطلاعك على دليل صحة ذلك من الكتاب والسنة حتى لا يبقى عندك شبهة في صحته وصدقه ومرتبة عين اليقين وهي وجدان ذلك في نفسك وشهوده فيك وذوقك له بحيث تستغني عن حكايته وعن الاستدلال على صحته ومرتبة حق اليقين وهي أن تجد ذلك فيك وتجد فهمك لذلك في عين وجدانك له وينمحي وجودك مع الحق تعالى في عين وجودك الثابت لك فترجع إلى بدايتك في نفس نهايتك وفوق ذلك مراتب أخرى أكثر من هذه . . . وإذا زاد أي قوي واشتد يقينك المذكور الذي هو خروجك عن جميع الأغيار نقلت أي نقلك الحق تعالى بلطفه من مقام وقد سبق تعريفه والمراد رتبة من مراتب اليقين إلى مقام أرقى منه فمن رتبة علم علم اليقين إلى رتبة عين علم اليقين إلى رتبة حق علم اليقين ثم إلى رتبة علم عين اليقين إلى رتبة عين عين اليقين إلى رتبة حق عين اليقين ثم إلى رتبة علم حق اليقين إلى رتبة عين حق اليقين إلى رتبة حق حق اليقين ثم إلى رتبة حقيقة حق اليقين كذلك وهكذا في مراتب أخرى عالية ومعارج سامية » .
المصدر: الشيخ عبد الغني النابلسي – مخطوطة خمرة الحان ورنة الألحان – دار المخطوطات الوافية رقم 11055 – ورقة 16ب – 17ب .