عدد المساهمات : 146 نقاط : 361 تاريخ التسجيل : 06/11/2009
موضوع: ترجمـة شيخ مشايخنا الإمام محمد زكى إبراهيم الأحد فبراير 21 2010, 14:50
اسمه وكنيته
محمد زكي إبراهيم
شيخنا وأستاذنا الإمام الفقيه المحدث الشاعر
بقية السلف الصالح، رائد العشيرة المحمدية
اسمه: محمد
لقبه: زكي الدين
كنيته: أبو البركات
شريف حسيني أباً وأماً
مـولده
المكان: ولد رحمه الله في القاهرة بمنزل والده بحي بولاق أبو العلا
تاريخ مولده: 22/8/1916 م، فيكون عمره 82 عاماً
والده: هو العالم الأزهري الشيخ إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي، صاحب الكتاب المرجع: معالم المشروع والممنوع من ممارسات التصوف المعاصر، وله سلسلة مقالات نشرت سنة 1932 م، كما أن له بعض المقطوعات من الشعر الروحي الرائق
جَدّه لأمه: الشيخ محمود أبو عليان من تلاميذ الشيخ عليش شيخ مالكية عصره، وقد ترجم له الدكتور عبد المنعم خفاجي في كتابه عن التصوف.
نشـأتـه
تلقى العلم: على يد والده
حفظ القرآن: على يد الشيخ جاد الله عطية في مسجد السلطان أبي العلاء، والشيخ أحمد الشريف بمسجد سيدي معروف فى سن التاسعة
التحق بمدرسة: درب النشارين الابتدائية، وكان الابتدائي يوازي المرحلة الإعدادية الآن
انتقل إلى مدرسة: نهضة بولاق الكبرى
التحق بالأزهر: في المرحلة الثانوية، ثم مرحلة العالمية القديمة في الفترة ما بين 1926 - 1930م.
اللغـــــات
تعلم الإنجليزية: في المرحلة الابتدائية
تعلم الفرنسية: على يد الأستاذ داود سليمان من أعيان أسيوط
تعلم الألمانية: بالقاهرة على يد الأستاذ راغب والي، وكان مدرساً بالمدرسة الألمانية بالقاهرة
ترجم من الألمانية: بعض قصائد الشاعر الألماني هايني رش هايني من الألمانية إلى العربية
تعلم الفارسية: على يد الشيخ محمد الأعظمي الإيراني عضو جمعية الأخوة الإسلامية
ترجم من الفارسية: عدداً من قصائد إقبال إلى العربية
ثقافته الموسوعية كان الشيخ يثقف نفسه، ويزودها بكل ثقافة من المشرق أو المغرب، باحثاً عن الحكمة، جارياً وراء الحقيقة، فكما يقرأ تاريخ الإسلام والفلسفة وتدرج المذاهب، ونشوء الفرق والنحل، ويتابع الصوفية والسلفية، وتطور تاريخ المسلمين، وأتابع أدباء العرب وقصاصيه وناقديه ومهرجيه ومفسديه، كذلك يدرس ملامح الفن القوطي وتدرجه إلى الريسانس، إلى الكلاسيكية القديمة فالجديدة، إلى الرومانتيكية، إلى التأثرية، إلى الواقعية، إلى الرمزية، إلى الالتزامية، إلى التجريدية، حتى بيكاسوا في التصوير، وأندريه في الأدب، واسترافنسكي في الموسيقى، ويقرأ لشكسبير، وبوب، وشيلي، وبيكون، وهيجل، وفلامريون، وجيته، ونيتشه، إلى سارتر، وسومرست موم، وبرتراند رسل، ويقرأ كذلك رونسار، وفارلين، ورامبو، وبودلير، ويفرق بين لوحات جنيسبورو، ورينو لدزر، ويميز في مدارس الموسيقى بين صامويل جونسون، وبوالوا، إلى كل ما يتعلق بفن المسرح والسينما، فيعيش في عصره مندمجاً فيه ثقافة ودعوة ومعاشاً، غريب عنه أخلاقاً وعبادة واتجاهاً.
روايــة الحديث
تلقي علم الحديث، رواية ودراية، على يد الشيوخ، في وقت قلت فيه رواية الحديث، ولم يتصدر شيخنا رحمه الله لإعطاء الإجازة بالحديث إلاّ لنفرٍ محدود من كبار العلماء في العالم الإسلامي، فلمّا كانت سنة 1414 هـ استجازه عدد من العلماء والطلبة فامتنع، فلمّا كثر الإلحاح عليه، طبع إجازته الحديثية، وأجاز طلابه وأهل عصره إجازة عامة كما هو معروف عند أهل الحديث والأثر، وقد استجازه بعد ذلك مئات من المشتغلين بعلم الحديث النبوي الشريف، من أساتذة الأزهر وشيوخه بمصر، وأساتذة الجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام، بالسعودية، وأساتذة جامعة آل البيت بالأردن، وجامعة الأحقاف باليمن، وجامعة القرويين بالمغرب، ومن شتى أنحاء العالم الإسلامي والدعاة بالمراكز الإسلامية بالغرب.
ثنـاء العلمـاء عـليه
ترجم لشيخنا وأثنى عليه عدد كبير من علماء مصر والعالم الإسلامي، منهم: الإمام الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في كتابه (المدرسة الشاذلية) وفي كتابه " أبو مدين الغوث، وقدّم له شيخنا تحقيقه لكتاب " المنقذ من الضلال " في طبعاته الأولى، وقرأت بخط الإمام الدكتور عبد الحليم محمود ينعت شيخنا بالعارف بالله .
ترجم له الشيخ الحسيني أبو هاشم والدكتور أحمد عمر هاشم في كتابهما المشترك ( المحدِّثون في مصر( ترجمة طيبة وافية .
وأثنى عليه المحدث الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه (سبيل التوفيق وفي آخر كتابه ( بدع التفاسير ) من مؤسسي العشيرة المحمدية، وعضو لجنة الفتوى بها وعضو مجلس علمائها.
وأثنى عليه الشيخ أبو الحسن الندوي في عدة مواضع من كتابه المشهور ( مذكرات سائح في الشرق
وذكره فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري في كتابه ( قطوف ) الذي نشرته مؤسسة الأخبار
ورغم ما كان بين الداعية الإسلامي الشيخ محمد الغزالي السقا رحمه الله وبين شيخنا رحمه الله من مناظرات ومساجلات إلا أنه كان دائم الثناء على الشيخ رحمه الله،عارفاً قدره، سجل ذلك في مقالاته، وفي كتابه ( الجانب العاطفي في الإسلام).
وكتب الدكتور عبد المنعم خفاجي في كتابه عن التصوف الإسلامي مؤرخاً لشيوخ التصوف الإسلامي فذكر منهم جدّ الشيخ لأمه الشيخ محمود أبو عليان، ثم ذكر شيخنا الرائد رحمه الله و كذلك علامة الحجاز السيد علوي بن عباس المالكي، وولده السيد الدكتور محمد علوي المالكي، والشيخ محمد الحافظ التجاني، والشيخ أحمد رضوان البغدادي، والسيد يوسف هاشم الرفاعي، والسيد علي الهاشمي .. وعشرات غيرهم.
وظائفه ومناصبه
تقدم للتدريس بالمدارس الأميرية بمحافظة بني سويف عدة سنوات، ثم عاد إلى القاهرة مدرساً أيضاً، وظل يتدرج في وظائف التعليم المختلفة، حتى أصبح رئيساً للسكرتارية العامة للتعليم الحر (التعليم الخاص )، ثم عين مفتش القسم الإداري .
وقد عمل أيضاً: أستاذا ومحاضراً للدراسات العليا بالمعاهد العالية ومعهد الدراسات الإسلامية ومعهد إعداد الدعاة، وحاضر أيضاً بالدراسات العليا في بعض الكليات الأزهرية ودورات إعداد الأئمة والوعاظ والبعوث الإسلامية .وعمل مديراً لمؤسسة الزفاف الملكي (مؤسسة البر الأميرية). اشتغاله بالصحافة والمقال
اشتغل بالكتابة في الصحف والمجلات السيارة والإسلامية، منذ أواخر العشرينات ؛ فكتب في مجلات : الأزهر، ومنبر الإسلام، واللواء الإسلامي، وعقيدتي، والأخبار، والأهرام، والجمهورية .كذلك كتب في : لواء الإسلام، والإسلام، والمسلم، والخلاصة، والعمل، والرسالة الإسلامية، والتصوف الإسلامي، وجريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، والسياسة الأسبوعية،والنهضة الفكرية، والفجر، وأبولو .. وغيرها من المجلات .
وقد أسس جماعة ( الروّاد الأوائل )، وكان يقوم بتحرير مجلتها ( التعارف ( واشتغل في الخمسينات بتحرير وإدارة مجلة ( الخلاصة )، ثم بتحرير وإدارة مجلة ( العمل )، ثم أسس مجلته ( المسلم ) سنة 1950 م، وقد تنوعت مقالات الشيخ وكتاباته ؛ فكان منها المقال الديني، والاجتماعي، والتاريخي، والأدبي، والسياسي، وكان منها البحث الأكاديمي، والمقال الصحفي . مؤلفاتــه العلميــة
أكثر من مائة كتاب ورسالة في العلوم الدينية، و مئات البحوث والفتاوى والمقالات والخطب والدروس ( بعضها مكتوب وبعضها مسجل )
ومن كتبه المطبوعة :
(1) أبجدية التصوف الإسلامي : عن أهم وأكثر ما يدور حول التصوف الإسلامي، فيما هو له وما هو عليه، بين أعدائه وأدعيائه .
(2) أصول الوصول : أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة . (3) الخطاب : خطاب صوفي جامع من الإمام الرائد إلى أحد كرام مريديه
7) حكم العمل بالحديث الضعيف : حول جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشرطه عند علماء الحديث، وإن الضعيف جزء من الحديث المقبول عند أهل هذا الفن . ( راقد أهل البيت في القاهرة : يحقق أن رأس الإمام الحسين رضي الله عنه وجثمان السيدة زينب وغيرهما من آل البيت بالقاهرة، تاريخا وواقعاً .
(9) قضية الإمام المهدي : في تأكيد أن المهدي حق، ولكن لم يأت زمانه بعد، عقلاً ونقلاً . (10) ديوان البقايا : شـعر صوفي واجتماعي فني مـعاصر عميق .
(11) ديوان المثاني : الجزء الأول، والجزء الثاني : مثاني من الأبيات الشعرية تستغرق أغراضا مختلفة، وحكماً وتوجيهات، وآداباً وصوفيات رائعة .
(12) أمهات الصلوات النافلة : الصلوات النافلة ومسائلها وأحكامها من الكتاب والسنة . (13) ليلة النصف من شعبان : قيامها، فضلها، الدليل الحاسم على إحيائها . (14) عصمة النبي ونجاة أبويه وعمه : ردٌ على أقوال المنكرين، وتأكيد لعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحلول المشاكل المدعاة حولها بقواطع الأدلة، مع بحث خاص بمعجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
(15) بركات القرآن علي الأحياء والموتى : من الحديث النبوي.
(16) حول معالم القرآن : على طريقة المحدّثين في قضايا ومعلومات قرآنية هامة . (17) معالم المجتمع النسائي في الإسلام : أحكام وقضايا النساء المختلفة بأسلوب علمي ميسر. (18) فقه الصلوات والمدائح النبوية : بحث جديد في فقه السيرة من الصلوات ومدائح الشعر والنثر قـدمه للأزهـر في مؤتمر الفقه والسيرة العالمي .
وله غير ذلك من الكتب والرسائل المطبوعة والمخطوطة، جمعتها في ثبت ملحق بكتاب (الإسكات )، وتبلغ نحو مائة كتاب ورسالة فضلاً عن المقالات والمحاضرات، وبعضها ما زال مخطوطا لم ينشر بعد الدعوة إلى الله
كان مثالاً للداعية الإسلامي الرشيد الذي وهب كل حياته للدعوة، وبرغم مرضه الذي ألزمه بيته نحواً من عشرين عاماً، فإنه ما انعزل عن العالم أبداً، وما ترك عادته في الدرس والمحاضرة، واستقبال عشرات الزوار يومياً، والرد على اتصالاتهم الهاتفية . كما كان من عادته أن يقرأ الصحف يومياً، متابعاً ما يحدث في العالم من أحداث وأفكار ودعوات، ويختار من تلك الجرائد والمجلات المقالات والقصاصات ويجمعها في أرشيف خاص حسب الموضوع ..
أسس جمعية العشيرة المحمدية رسمياً سنة 1930 م، لتكون وسيلته للدعوة الإصلاحية الإسلامية الصوفية
وقد عمل أميناً ورائداً دينياً لجمعية الشبان المسلمين، والمؤتمر القرآني، وعضواً في الهيئة العليا للدعوة بالأزهر، وعضواً مؤسساً لعدد من الجمعيات الإسلامية ومنها مؤتمرات وندوات في السبعينات من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وقد شاركه شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، وكان يرأس هذه المؤتمرات فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي مصر سابقاً.
وقد شارك في اللجان التي أنشئت من أجل تقنين الشريعة الإسلامية، وتفريغ الأحكام الفقهية في شكل مواد دستورية ..
كما كان له الفضل في إنشاء مكتب رعاية المهتدين إلى الإسلام بالأزهر مناظرات ومساجلات
كان للشيخ مناظرات ومساجلات مع بعض معاصريه من الشيوخ والعلماء، ممن اختلف معهم في الرأي، و أشهر هذه المناظرات ما كان بينه وبين الداعية الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حول عبادة الرغبة والرهبة والتي استمرت ستة أشهر على صفحات الأخبار والمسلم ولواء الإسلام، وشارك فيها الصحفي أحمد سالم والدكتور عبد الحليم محمود والشيخ محمد خليل الهراس والشيخ محمد عبد الهادي العجيل.
ومن المناظرات والمساجلات أيضاً ما كان بينه وبين الشيخ عبد الرحمن الوكيل، والدكتور سيد رزق الطويل، والدكتور إبراهيم هلال، والأستاذ حسن قرون وغيرهم، وفي كل تلك المناظرات التزم الشيخ رحمه الله الأدب الصوفي الرفيع، والبحث العلمي النزيه والحجة المقنعة .
كما أنه انتقد عدداً من العلماء ورد عليهم ؛ فانتقد الشيخ عبد الجليل عيسى لما كتبه في كتابه (اجتهاد الرسول )، ورد عليه في كتاب ( عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي كان أول رد على ما نشره صبحي أحمد منصور،
وقد عرضت مشيخة الطرق الصوفية على الشيخ بعد وفاة الشيخ الصاوي فرفض. تـــراثـــه الأدبـــي:
فضيلة الشيخ محمد زكي إبراهيم من جيل الرواد الأوائل من شعراء هذا العصر، عاصر شوقي وحافظ والعقاد والرافعي والزيات، وكان له معهم صولات وجولات، وقد ألف أربعة دوواوين شعرية في خمسة عشر جزءاً من الشعر العمودي المقفى، في أغراض الشعر المختلفة .وقد كان للشاعر حلقة شعرية إسلامية ألفها من كبار الشعراء الإسلاميين، منهم : الدكتور حسن جاد، وقاسم مظهر، ومحمود الماحي، وعبد الله شمس الدين، والدكتور سعد ظلام، وضيف الله، والربيع الغزالي، وشاور ربيع، والأستاذ محمد التهامي، وأحمد عبد الخالق وغيرهم .
كما أن للشيخ مقالات أدبية ونقد أدبي رائق في مجلة أبولو، والفجر، والنهضة الفكرية , من أهمها ما كتبه في نقد الأستاذ ( أبي حديد ) في الشعر الحر أو المرسل، و ما انتقد به الزيات في سلسلة مقالاته ( مشاغبات الأسبوع ) التي نشرتها له جريدة الإخوان لعهدها الأول سنة 1932 م . وفاتـه
كان المسجد بيته الذي لم يبرحه، ومدرسته ومضيفته وساحته، محط رحال كل من زاره من عرف قدره من العلماء والرؤساء والأمراء .ثُمَّ كان المسجد مجاوراً لمدفنه، فقد انتقل إلى رحمة الله الساعة الثالثة تماماً من فجر يوم الأربعاء 16 من جمادى الآخرة 1419 هـ، الموافق 7 من أكتوبر 1998 م بعد حياة حافلة في الدعوة إلى الله، على هدى وبصيرة، ودفن مع أبيه وجدّه بجوار المسجد .
رحم الله تعالى شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم، وألحقنا به على الإيمان، ورحم الله أشياخنا جميعاً، ورحم الله من سبقنا من إخواننا إلى الله .وصلى الله على سيدنا محمّد وآله وسلم.